کد مطلب:109877 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:143

خطبه 159-در بیان عظمت پروردگار











ومن خطبة له علیه السلام

عظمة الله

أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ، وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةٌ، یَقْضِی بِعِلْمٍ، وَیَعْفُو بحِلْمٍ.

حمد الله

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی مَا تَأْخُذُ وَتُعْطِی، وَعَلَی مَا تُعَافی وَتَبْتَلی.حَمْداً یَكُونُ أَرْضَی الْحَمْدِ لَكَ، وَأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْكَ، وَأَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ. حَمْداً یَمْلاَُ مَا خَلَقْتَ، وَیَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ. حَمْداً لاَ یُحْجَبُ عَنْكَ، وَلاَ یُقْصَرُ دُونَكَ. حَمْداً لاَ یَنْقَطِعُ عَدَدُهُ، وَلاَ یَفْنَی مَدَدُهُ. فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْهَ عَظَمَتِكَ إِلاَّ أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ:(حَیٌّ قَیُّومٌ، لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَوْم)ٌ، لَمْ یَنْتَهِ إِلَیْكَ نَظَرٌ، وَلَمْ یُدْرِكْكَ بَصَرٌ، أَدْرَكْتَ الْأَبْصَارَ، وَأَحْصَیْتَ الْأَعْمَالَ، وَأَخَذْتَ (بِالنَّواصِی وَالاَْقْدَامِ)، وَمَا الَّذِی نَرَی مِنْ خَلْقِكَ، وَنَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِكَ، وَنَصِفُهُ مِنْ عَظِیمِ سُلْطَانِكَ، وَمَا تَغَیَّبَ عَنَّا مِنْهُ، وَقَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ، وَانْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَهُ، وَحَالَتْ سَوَاتِرُ الْغُیُوبِ بَیْنَنَا وَبَیْنَهُ أَعْظَمُ. فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ، وَأَعْمَلَ فِكْرَهُ، لِیَعْلَمَ كَیْفَ أَقَمْتَ عَرْشَكَ، وَكَیْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَكَ، وَكَیْفَ عَلَّقْتَ فِی الْهَوَاءِ سمَاوَاتِكَ، وَكَیْفَ مَدَدْتَ عَلی مَوْرِ الْمَاءِ أَرْضَكَ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِیراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوراً، وَسَمْعُهُ وَالَهِاً، وَفِكْرُهُ حَائِراً.

كیف یكون الرجاء

منها: یَدَّعِی بِزُعْمِهِ أَنَّهُ یَرْجُو اللهَ، كَذَبَ وَالْعَظِیمِ! مَا بَالُهُ لاَ یَتَبَیَّنُ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلَهِ؟ فَكُلُّ مَنْ رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلِهِ، وَكُلُّ رَجَاء ـ إلاَّ رَجَاءَ اللهِ ـ فَإِنَّهُ مَدْخُولٌ، وَكُلُّ خَوْفٍ مُحَقَّقٌ، إِلاَّ خَوْفَ اللهِ فَإِنَّهُ مَعْلُولٌ، یَرْجُو اللهَ فِی الْكَبِیرِ، وَیَرْجُو الْعِبَادَ فِی الصَّغِیرِ، فَیُعْطِی العَبْدَ مَا لاَ یُعْطِی الرَّبَّ! فَمَا بَالُ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یُقَصَّرُ بِهِ عَمَّا یُصْنَعُ بِهِ بِعِبَادِهِ؟

أَتَخَافُ أَنْ تَكُونَ فِی رَجَائِكَ لَهُ كَاذِباً؟ أَوْ تَكُونَ لاَ تَرَاهُ لِلرَّجَاءِ مَوْضِعاً؟ وَكَذلِكَ إِنْ هُوَ خَافَ عَبْداً مِنْ عَبِیدِهِ، أَعْطَاهُ مِنْ خَوْفِهِ مَا لاَ یُعْطِی رَبَّهُ، فَجَعَلَ خَوْفَهُ مِنَ الْعِبَادِ نَقْداً، وَخَوْفَهُ مِنْ خَالِقِهِ ضِماراً وَوَعْداً، وَكَذلِكَ مَنْ عَظُمَتِ الدُّنْیَا فی عَیْنِهِ، وَكَبُرَ مَوْقِعُهَا مِنْ قَلْبِهِ، آثَرَهَا عَلَی اللهِ تَعَالی، فَانْقَطَعَ إِلَیْهَا، وَصَارَ عَبْداً لَهَا.

رسول الله(صلی الله علیه وآله)

وَلَقَدْ كَانَ فِی رَسُولِ الله ِ-صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- كَافٍ لَكَ فِی الْأُسْوَةِ، وَدَلِیلٌ لَكَ عَلَی ذَمِّ الدُّنْیَا وَعَیْبِهَا، وَكَثْرَةِ مَخَازِیهَا وَمَسَاوِیهَا، إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا، وَوُطِّئَتْ لِغَیْرِهِ أَكْنَافُهَا، وَفُطِمَ مِنْ رَضَاعِهَا، وَزُوِیَ عَنْ زَخَارِفِهَا.

موسی(علیه السلام)

وَإِنْ شِئْتَ ثَنَّیْتُ بِمُوسی كَلِیمِ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ- إذْ یَقُولُ: (رَبِّ إِنِّی لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْر فَقِیرٌ)، وَاللهِ، مَا سَأَلَهُ إِلاَّ خُبْزاً یَأْكُلُهُ، لاِنَّهُ كَانَ یَأْكُلُ بَقْلَةَ الْأَرْضِ، وَلَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ الْبَقْلِ تُرَی مِنْ شَفِیفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ، لِهُزَالِهِ وَتَشَذُّبِ لَحْمِهِ.

داوود(علیه السلام)

وَإِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتُ بِدَاوودَ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ- صَاحِبِ الْمَزَامِیرِ، وقَارِیءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَقَدْ كَانَ یَعْمَلُ سَفَائِفَ الْخُوصِ بِیَدِهِ، وَیَقُولُ لِجُلَسَائِهِ: أَیُّكُمْ یَكْفِینِی بَیْعَهَا! وَیَأْكُلُ قُرْصَ الشَّعِیرِ مِنْ ثَمَنِهَا.

عیسی(علیه السلام)

وَإِنْ شِئْتَ قُلْتُ فِی عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ عَلَیْهِ السَّلامُ، فَلَقَدْ كَانَ یَتَوَسَّدُ الْحَجَرَ، وَیَلْبَسُ الْخَشِنَ، وَكَانَ إِدَامُهُ الْجُوعَ، وَسِرَاجُهُ بَاللَّیْلِ الْقَمَرَ، وَظِلاَلُهُ فی الشِّتَاءِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَفَاكِهَتُهُ وَرَیْحَانُهُ مَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ لِلْبَهَائِمِ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ تَفْتِنُهُ، وَلاَ وَلَدٌ یَحْزُنُهُ، وَلاَ مَالٌ یَلْفِتُهُ، وَلاَ طَمَعٌ یُذِلُّهُ، دَابَّتُهُ رِجْلاَهُ، وَخَادِمُهُ یَدَاهُ!

الرسول الاعظم(صلی الله علیه وآله)

فَتَأَسَّ بِنَبِیِّكَ الْأَطْیَبِ الْأَطْهَرِ-صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- فَإِنَّ فِیهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّی، وَعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّی ـ وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَی اللهِ الْمُتَأَسِّی بِنَبِیِّهِ، وَالْمُقْتَصُّ لِأَثَرِهِ. ـ قَضَمَ الدُّنْیَا قَضْماً، وَلَمْ یُعِرْهَا طَرْفاً، أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْیَا كَشْحاً، وَأَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْیَا بَطْناً، عُرِضَتْ عَلَیْهِ الدُّنْیَا فَأَبَی أَنْ یَقْبَلَهَا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَیْئاً فَأَبْغَضَهُ، وَحَقَّرَ شَیْئاً فَحَقَّرَهُ، وَصَغَّرَ شَیْئاً فَصَغَّرَهُ. وَلَوْ لَمْ یَكُنْ فِینَا إِلاَّ حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللهُ وَ رَسُولُهُ، وَتَعْظِیمُنَا مَا صَغَّرَ اللهُ وَ رَسُولُهُ، لَكَفَی بِهِ شِقَاقاً للهِِ، وَمُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللهِ. وَلَقَدْ كَانَ-صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- یَأْكُلُ عَلَی الْأَرْضِ، وَیَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، وَیَخْصِفُ بَیَدِهِ نَعْلَهُ، وَیَرْقَعُ بِیَدِهِ ثَوْبَهُ، وَیَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِیَ، وَیُرْدِفُ خَلْفَهُ، وَیَكُونُ السِّتْرُ عَلَی بَابِ بَیْتِهِ فَتَكُونُ فِیهِ التَّصَاوِیرُ فَیَقُولُ: «یَا فُلاَنَةُ ـ لْإِحْدَی أَزْوَاجِهِ ـ غَیِّبِیهِ عَنِّی، فَإِنِّی إِذَا نَظَرْتُ إِلَیْهِ ذَكَرْتُ الدُّنْیَا وَزَخَارِفَهَا». فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْیَا بِقَلْبِهِ، وَأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ، وَأَحَبَّ أَنْ تَغِیبَ زِینَتُهَا عَنْ عَیْنِهِ، لِكَیْلاَ یَتَّخِذَ مِنْهَا رِیَاشاً، وَلاَ یَعْتَقِدَهَا قَرَاراً، وَلاَ یَرْجُو فِیهَا مُقَاماً، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ، وَأَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ، وَغَیَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ. وَكَذلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَیْئاً أَبْغَضَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهِ، وَأَنْ یُذْكَرَ عِنْدَهُ. وَلَقَدْ كَانَ فِی رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- مَا یَدُلُّكَ عَلَی مَسَاوِیءِ الدُّنْیَا وَعُیُوبِهَا: إِذْ جَاعَ فِیهَا مَعَ خَاصَّتِهِ، وَزُوِیَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِیمِ زُلْفَتِهِ. فَلْیَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ: أَكْرَمَ اللهُ مُحَمَّداً بِذلِكَ أَمْ أَهَانَهُ! فَإِنْ قَالَ: أَهَانَهُ، فَقَدْ كَذَبَ ـ وَاللهِ الْعَظِیمِ ـ بِالْإِفْكِ الْعَظِیمِ, وَإِنْ قَالَ: أَكْرَمَهُ، فَلْیَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهَانَ غَیْرَهُ حَیْثُ بَسَطَ الدُّنْیَا لَهُ، وَزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ. فَتَأسَّی مُتَأَسٍّ بِنَبِیِّهِ، وَاقْتَصَّ أَثَرَهُ، وَوَلَجَ مَوْلِجَهُ، وَإِلاَّ فَلاَ یَأْمَنِ الْهَلَكَةَ، فَإِنَّ اللهَ جَعَلَ مُحَمَّداً -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- عَلَماً لِلسَّاعَةِ، وَمُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ، وَمُنْذِراً بِالعُقُوبَةِ. خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا خَمِیصاً، وَوَرَدَ الْآخِرَةَ سَلِیماً، لَمْ یَضَعْ حَجَراً عَلَی حَجَرٍ، حَتَّی مَضَی لِسَبِیلِهِ، وَأَجَابَ دَاعِیَ رَبِّهِ. فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللهِ عِنْدَنَا حِینَ أَنْعَمَ عَلَیْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ، وَقَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ ! وَاللهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِی هذِهِ حَتَّی اسْتَحْیَیْتُ مِنْ رَاقِعِهَا، وَلَقَدْ قَالَ لِی قَائِلٌ: أَلاَ تَنْبِذُهَا عَنْكَ؟ فَقُلْتُ: اغْرُبْ عَنِّی، فَعِنْدَ الصَّبَاحِ یَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَی !